فصل: مطلب في الزيتون ونوره ومعنى ضرب المثل وما ينقل عن كعب الأحبار:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



هذا ويجوز أن تكون {إن} هنا بمعنى إذ على حد قوله تعالى {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الآية 133 من آل عمران أي إذ كنتم وهنا ينتفي الشرط تأمل.
أما من قال إن في الآية تقديما وتأخيرا ويريد بذلك أن يكون نظم القرآن العظيم هكذا {وأنكحوا الأيامى منكم إن أردن تحصنا ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} بعيد جدا، وإن كان حسنا، لأن تلك آية على حدة لا علاقة لها في هذه الآية واللّه أعلم بنظم كتابه.
ولم يثبت عن حضرة المنزل عليه ما يدل على ذلك ولم ينقلها أحد من خواص الصّحابة، لذلك لا يلتفت اليه وهناك قول آخر بان هذا الشّرط في الآية هذه من معطل المفهوم على حد قوله: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى} الآية 6 من سورة الأعلى في ج 2، أي فذكر وإن لم تنفع لقوله تعالى {فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الآية 57 من سورة الذاريات في ج 2 أيضا لأن مفهوم الأولى إن لم تنفع لا تذكر والتذكير مطلوب لا يعدل عنه للتأكيد عليه في الآية الثانية وتأييده بالأحاديث الصّحيحة، فعلى هذا لو أبطلنا مفهوم تلك الآية المفسرة يكون المعنى جواز الإكراه عند إرادة التحصن ولا مفهوم في مثله، لأن المفهوم اقتضى ذلك وانتفى لمعارض أقوى منه وهو الإجماع على عدم جواز الزنى بحال من الأحوال وعدم جواز الأمرين مطلقا، وقد يجاب عنه بأنه يدل على عدم الحرمة أو عدم طلب الكف عن الإكراه عند عدم الإرادة وإنه ثابت إذ لا يمكن الإكراه حينئذ، لأنهن إذا لم يردن التحصن لم يكرهن على البغاء والإكراه إنما هو الزام فعل مكروه، وإذا لم يكن لم يتعلق به التحريم لأن شرط التكليف الإمكان ولا يلزم من عدم التحريم الإباحة، والأوّل أولى تدبر قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ} لحلالكم وحرامكم وطيبكم وخبيثكم {وَمَثَلًا} من أمثال {مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} لشبه حالكم بأحوالهم، لأن قصة عائشة رضي اللّه عنها عجيبة كقصة يوسف وموسى ومريم عليهم السلام لأنهم اتهموا وهم براء منزهون مما رموا به، راجع الآية 26 المارة {وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} 34 ربهم المنتفعين بمواعظه لأن تقديم ما فيه عظة لذوي الألباب نافع لهم.
وترمي ألفاظ لولا ولولا ويعظكم إلى التنبيه والتحذير عن كل ما نهى اللّه عنه والترغيب والتحبيذ لكل ما أمر به لمن كان له قلب حي أو القى سمعه ليأخذ به ويقبله، ثم شرع جل شرعه في ضرب الأمثال العظيمة فقال {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} منورهما لمن فيهما {مَثَلُ نُورِهِ} العجيب الشّأن الغريب الإمكان في الإضاءة على أربعة أوجه: الأوّل نور يظهر الأشياء للأبصار وهو لا يراها كنور الشّمس وأمثالها، لأنه يظهر الأشياء الخفية في الظّلمة ولا يراها نور البصر.
الثاني نور البصر يظهر الأشياء للإبصار ويراها فهو أشرف من الأوّل الثالث نور العقل يظهر الأشياء المعقولة المخفية في ظلمة الجهل للبصائر وهو يدركها ويراها.
الرابع نور الحق وهو يظهر الأشياء المعدومة المخفية في العدم للأبصار والبصائر من الملك والملكوت وهو يراها في الوجود في عالم النّاسوت واللاهوت كما كان يراها في العدم، لأنها كانت موجودة في علمه وإن كانت معدومة في ذواتها، لأن علم اللّه تعالى لا يتغير، وكذلك رؤيته باظهارها في الوجود بل كان التغير راجعا إلى ذوات الأشياء وصفاتها عند الإيجاد والتكوين فيتحقق قوله تعالى {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} بأنه مظهرها ومبديها وموجدها من العدم بكمال القدرة الأزلية ومنورهما بالكواكب في السّماء وبالأنبياء والعارفين والعلماء في الأرض، وهذا النّور الجليل العظيم بالنسبة لعقولنا وما يمكن أن نفهمه على طريق ضرب المثل، ذلك النّور في التمثيل والتقريب لعقول البشر {كَمِشْكاةٍ} كوّة طاقة في جدار حجرة لا منفذ لها باللغة الخشبية الموافقة للغة العربية راجع الآية 182 من سورة الشّعراء في ج 1، وقيل إن المشكاة ما يكون فيه الزيت والفتيلة من الأواني، والأوّل أولى وهو ما عليه الجمهور {فِيها مِصْباحٌ} سراج ضخم ثاقب نوره وماج تنتشر منه الأجزاء العظيمة {الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ} بضم الزاي وفتحها بتخليس أي قنديل من الزجاج الصّافي الأزهر، وإنما خص دون غيره لأنه أحكى للجواهر من غيره لما فيه من الصّفاء والشّفّافية كما خصّت الكوة الغير نافذة لأن المكان كلما ضاق أو تضايق كان أجمع للضوء والنّور {الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} ينلألأ وفادا في صفاء الدّر وزهرته والكوكب يتضاعف نوره إذا درأ منقضا أي اندفع فكأنه يدرأ الظّلام بضوئه، ودرّ الكواكب عظامها مثل السّيارات الخمس، ولم يشبه بالشمس والقمر لأنهما يكسفان بخلاف الكواكب فإنها لا تكسف، والزجاجة مثلثة الزاي كالنخاع والقصاص والوشاح والزوان والجمام والصّوان وغيرها من المثلثات التي يجوز فيها الضّم والفتح والكسر، وذلك المصباح {يُوقَدُ} وقرىء توقد فعل ماض شدد القاف، وهذه القراءة جائزة لأن فيها التصحيف فقط، أي ابدال التاء بالياء فلا توجب زيادة في اللفظ ولا نقصا.
واعلم أنه كما توقد النّار بالحطب توقد الأنوار بالأدهان {مِنْ} زيت {شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} بدل من شجرة وبركتها كثرة منافعها وهي أول شجرة نبتت بالأرض بعد الطّوفان وتعمر أكثر من جميع الأشجار المثمرة ويسرج من زيتها ويدهن به ويؤتدم منه ويدخر ثمرها ولا يسقط ورقها.

.مطلب في الزيتون ونوره ومعنى ضرب المثل وما ينقل عن كعب الأحبار:

أخرج الترمذي عن أسيد بن ثابت أو أبي أسيد الأنصاري قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة، والزيت من أصفى الأدهان إذا أتقن عمله {لا شَرْقِيَّةٍ} تصيبها الشّمس عند شروقها فقط {وَلا غَرْبِيَّةٍ} تصيبها الشّمس عند غروبها فقط ولا هي في غرب يضرها برده ولا في شرق يضرها حرّه ولا في مفيأ لا تصببها شمس البتة ولا في مفحاة لا يصببها ظل البتة لأنها إذا كانت شرقية بحتة أو غربية صرفة لا يكون ثمرها جيدا لأن الشّمس لها دخل عظيم في النّباتات وأثمارها أجمع بما أودعه اللّه فيها من قوة بل تصاحبها الشّمس طول النّهار تكون شرقية غربية تأخذ حظها من الأمرين فيخرج ثمرها من أحسن الأثمار من نوعها وحسن الزيت تابع لحسن الثمر بالدرجة الأولى فيكون واللّه أعلم المراد بها كونها شامية قدسية لأنهما وسط بين الحرارة والبرودة بالنسبة لبلادنا وأرضها لا شك مباركه طيبة، راجع الآية 76 من سورة الأنبياء ج 2، وزيتونها أجود من غيره لاعتدال الهواء والحرارة والبرودة فيهما غالبا {يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ} بذاته لشدة صفاته {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ} قبل أن تشتعل ذبالة مصباحه أي فتيلته وإذا كان يضيء قبل مس النّار له فإنه يتضاعف عند مسها له ويزيد ضياؤه كأنه {نُورٌ عَلى نُورٍ} نور صفاء الزيت على نور صفاء المصباح في الزجاجة الدّرّية فيصير نورا متضاعفا من غير تحديد، وليس المراد أنه نور فوق نور ولا مجموع نورين بل نور غير متناه، وهذا هو النّور الذي شبه الحق جل جلاله نوره لخلقه بالنسبة لمداركهم ولما يرونه من أنواعه لا للواقع، لأنه ليس لمثل نوره نور كما ليس لمثله مثل، وكما أن ذاته لا تدرك ولا تكيّف فكذلك نوره جل جلاله، وذلك لأن مدارك العقول فيه عقال، وغاية السّعي لمعرفة كنهه كما هي ضلال.
واعلم أن أبا تمام لما مدح المأمون بقوله:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس.
وقيل له إنك أنقصت الخليفة لتشبيهه بالسوقة وهو فوق ما وصفت وإن أحدا منهم لا يدرك بعض مقامه ولا جزء رتبته ولا شيئا مما هو عليه من الرّفعة والعزة ارتجل لهم بيتين قال فيها:
لا تنكروا ضربي له من دونه ** مثلا شرودا في النّدى والباس

فاللّه قد ضرب الأقل لنوره ** مثلا من المشكاة والنّبراس

أي القنديل، ولهذا فلا يقال كيف يشبه الأدنى بالأعلى، لأن التشبيه نسبي بقدر ما يعلم المخاطب من الأشياء الحسية ليكون أوقع في النّفس، لأن التشبيه بشيء لا يعرفه المخاطب لا يكون له قيمة عنده ولا يتعجب منه.
واعلم أن هؤلاء الّذين شبه الخليفة بهم لهم ذكر حسن شائع بين النّاس أكثر من بعض الملوك فالتشبيه بخصلة عند رجل قد لا تكون عند المشبه به مدح له وإن كانت عند من هو دونه فالاعتراض على أبي تمام في غير محله.
واعلم أن اللّه تعالى جلت قدرته وتعالت عظمته إنما أضاف النّور إلى السّماوات والأرض الدّلالة على سعة اشراقه ونشو اضاءته فيها، فيستضيء به أهلهما لأن الضّياء منتشر من النّور، قال الامام السّهيلي في المعنى:
ويظهر في البلاد ضياء نور ** يقيم به البرية أن يموجا

وقال تعالى {فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} الآية 17 من البقرة المارة وقال جل قوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُورًا} الآية 5 من سورة يونس ج 2، لأن نور القمر لا ينتشر مثل ضوء الشّمس، لاسيما في طرفين، وهذا يدل على أن نور القمر مستفاد من الشّمس في مقابلة المضيء منها، لأن اختلاف تشكلات القمر بالبعد والقرب من الشّمس مع خسوفه وقت حيلولة الأرض بينه وبينها دليل بان نورها فائض عليه، وهذا من معجزات القرآن لأن في عهد نزوله لا يوجد من يعرف ذلك، ولهذا قالت الفلاسفة أيضا ما يكون للشمس من ذاته والنّور ما يفيض عليه من مقابلتها، وهذه الدّلالة ظنية، وهي أحد أقسام الخمس اليقينات التي أشرنا إليها في الآية 43 من سورة النّساء المارة.
هذا ومن قال إن هذا المثل ضربه اللّه لنبيه صلّى اللّه عليه وسلم وقال المشكاة صدره والزجاجة قلبه والمصباح ثبوّته فليس بشيء، وهو منقول عن كعب الأحبار وأضرابه، وانما لم يعتمد على نقل كعب هذا لأنه غالبا ينقل عن التوراة لكثرة تبحره فيها، فيظن من ليس له خبرة بالأحاديث والسّير أنه ينقل عن حضرة الرّسول، وهو رحمه اللّه لم يشاهد الرسول صلّى اللّه عليه وسلم لأن إسلامه كان زمن عمر رضي اللّه عنه، وكلّ ما قيل فيه من تشبيه كعب أو غيره فهو فوقه قال ابن رواحه:
لو لم يكن فيه آيات مبينة ** كانت بداهته تنبيك عن خبره

وقال البوصيري:
لو ناسبت قدره آياته عظما أحيا ** اسمه حين يدعى دارس الرّمم

فما تطاول آمال المديح إلى ما ** فيه من كرم الأخلاق والشّيم

أيمدح من أثنى الإله بنفسه عليه ** فكيف المدح من بعد ينشأ

إلى آخر ما قال في بردته وهمزيته اللّتين لم يمدح بأحسن منهما كما قيل.
وما قيل بأنه مثل لعبده المؤمن وحواسه السّيارات السّبع أو أنه مثل للقرآن يخالفه ظاهره وإن كان فيه ما ذكروه من المعاني، وإن سبب عدولهم عن ظاهر القرآن زيادة في تنزيه الحق جل ذكره بان يكون لنوره مثل، وهو كذلك، إلا أن اللّه تعالى يضرب الأمثال بما يفهمه خلقه ويشاهدونه كي يستدلوا به عليه ليس الا، وضرب المثل لا يكون إلا بالمحسوس، وإلّا فلا فائدة به، لأن اللّه تعالى خاطب عباده بما يعقلون، وأمر رسوله أن يكلمهم بما يفهمون، راجع الآية 26 من البقرة المارة وما ترشدك اليه في معنى ضرب المثل {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ} الموصوف هداية خاصة موصلة إلى المطلوب حتما {مَنْ يَشاءُ} من عباده بالهام منه فيوفقه لاصابة الحق بأقواله وأفعاله وإشارته {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ} تقريبا لا فهامهم وتسهيلا لسبل ادراكهم ليستأنسوا بالمحسوسات إلى المعقولات، وبالمشاهدات إلى الغائبات {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) من ضرب الأمثال وما تدركه مخلوقاته وما لا، ويبين لكم ما يمكن أن تعلموه، وتلك المشكاة الموصوفة {فِي} جدار {بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ لها أَنْ تُرْفَعَ} وتعظم وتفخم، فلا يذكر فيها الغير وهي المساجد، لأنها أشرف بقاع الأرض غير ما ضم أجساد الأنبياء منها عليهم الصلاة والسّلام، ومن احترامها أن يذكر اللّه فيها ولا يخاض فيها حتى في المباح لأن الكلام فيها ما عدا الذكر يحبط العمل {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} جل شأنه ويتلى فيها كتابه وتقام فيها الصّلوات والأذكار آناء اللّيل وأطراف النّهار {يُسَبِّحُ لَهُ فِيها} أي يصلي، وأطلق التسبيح على الصّلاة لأنه جزؤها، ويطلق الجزء على الكل أحيانا راجع الآية 20 من البقرة المارة، وهؤلاء الكرام يديمون هذا التسبيح {بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ} (36) أوائل النّهار وأواخره، وكذلك الليل، قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُورًا} الآية 62 من الفرقان في ج 1، وهؤلاء المديمون ذكره صباح مساء ابتغاء خيره {رِجالٌ} عظام وأي رجال كبار فخام، ورفع على أنه فاعل يسبح، ولذلك وصفهم بأنهم {لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ} لا عن {إِقامِ الصَّلاةِ} بوقتها وإيتاء الزكاة لمستحقها بزمنها {يَخافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ} (37) لذلك، فإنهم لا يؤخرون شيئا عن وقته كما أمروا به عدا ما هم عليه من الأعمال الصّالحة المذكورة لعلمهم بشدة هول يوم القيامة وتوغل معرفتهم باللّه وخالص يقينهم بأنهم مهما عبدوه لم يؤدوه حقه ولا بعض حقه، وأن أعمالهم كلها لا تؤهلهم دخول الجنّة إذا لم يشملهم برحمته ولعلمهم أنه تعالى لا ينقيد بشيء ولا يسأل عما يفعل، وقد وفقوا للخوف والخشية منه بفضله {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا} على أحسن أعمالهم بأكثر مما يأملون {وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} الذي لا حد له ولا مقدار بأكثر مما يتوقعونه منه {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ} (38) لأن الحساب من شأن المخلوقين الّذين يخشون النّفاد، لا من صفات الخالق صاحب الجود الكامل والإحسان الواسع والفضل العميم الذي لا يدخل تحت حساب الحاسبين ولا نهاية له.